اتذكر فى تسعينات القرن الماضى وتحديد
عام 1999م ، ذلك العام الذى حصل فيه العالم المصرى الدكتور احمد زويل على جائزة
نوبل ، وبالرغم من إشتراك الجميع فى الفرحة ، إلا أنهم انقسموا فى السؤال الى
فريقين ، سأل أعضاء الفريق الأول كيف حصل د/ زويل على جائزة نوبل ؟ أما الفريق
الثانى فقد سأل لماذا حصل د/ زويل على جائزة نوبل ؟ وحينها إنتابنى شعور بعدم
إنتمائى الى فريق منهم ، فقد طـرأ على ذهنى سؤال مختلف تماماً وهو ، لماذا لـم
نحصل جميعاً على جائـزة نوبل ؟ .
إن الإجابة على سؤال الفريق الأول كيف حصل د/ زويل على جائزة نوبل ؟ لو دققت النظر
فيها ستجدها تبحث عن الكيفية ، بمعنى أدق الطريقة ، أو الأداة التى حصل من خلالها د/ زويل على جائزة نوبل ، وليس فى
الأمر مشكلة ، فلو سألت د/ زويل عن كيفية حصوله على الجائزة فسوف يعطيك مجموعة من
الأدوات ، والأساليب التى إستعملها للوصول الـى الجائزة ، فإذا إستعملت نفس الأدوات
حصلت على نفس الجائزة . اذن فأنت لست مبدعاً ، لأنك إخترت السير فى طريق معبد
سلفاً ، طريقاً رسمه غيرك ، وهذا يتنافى مع الإبداع والمبدعين .
على الجانب الآخر إذا قمت بتطبيق نفس الطريقة
ولم تصل الى الجائزة فسوف تعتقد أنك فاشل ، ولا قيمة لك فـى الحياة ، وفى كلا
الحالتين سوف تحصل على نتيجه لا ترغب فى الحصول عليها ، وتركز على نقاط قـوة
الآخرين وتهمل نقاط قـوتك الخاصة بك.
أما
إجابة السؤال الثانى ، لماذا حصل د/ زويل على جائزة نوبل ؟ سـوف تمنحك أسباب
الحصول على الجائزة ، أو مبررات الدكتور/ زويل فـى حصوله على الجائزة ، إنه سؤال
يبحث عن علة الأشياء ، ويمكن لعلماء النفس أن يقدموا إجابة لهذا السؤال مكونه من
عدة صفات يمتلكها الدكتور زويل ، وأن هذه الصفات هى التى أهلته للحصول على الجائزة
مثل الثقة بالنفس أو إرتفاع معدل الذكاء أو الشجاعه أو... أو... الــخ .
فإذا
قمت بقراءة هذه الصفات ولم اكتشف وجودها عندى فسوف أصل الى قناعة مفادها ، إننى
غير مؤهل للحصول على الجائزة ، وأتهم نفسى بالفشل ، وإذا كانت جميع الصفات عندى
ولم احصل على الجائزة فسوف آتهم الحياة بالحظ ، واركن الى التواكل ، وفى الإجابة
على السؤال الثانى ستحصل على معلومات
ومعارف لن تستفيد منها كثيراً ، ولكن الفائدة الحقيقية عندما تبحث بداخلك عن نقاط
قوتك ، محاولاً التركيز عليها وتنميتها حتى تحولها من موهبة الى مهارة وهذه هى الإجابة
على سؤالى لماذا لم نحصل جميعا على جائزة نوبل ،
وأول شىء يجب الإنتباه لـه هـو افكارنا التى نحملها داخل عقولنا ونغذيها كل يوم
بدون وعى منا لقيمتها .
من مقدمة كتاب الذات المبدعة للمؤلف / محمد ابو الفتوح مريعز صــ9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق