انت مبدع ، ما دمت تعتقد ذلك ، وهذا فى الحقيقة ما انوى أن احدثك عنه فـى هذا الكتاب " الاعتقاد الابداعى " أو بشكل اوضح مجموعة الأفكار التى تحملها داخل عقلك وتؤمن بصدقها عن ذاتك المبدعة بالتحديد ، لقد اثبت علم النفس الحديث بما لا يدع مجال للشك أن العقل والجسم يؤثر كل منهما فى الآخر ، وأن الأفكار التى تحملها داخل عقلك وتؤمـن بصحتها هى التى تمنحك المشاعر اللازمة للحركة وفعل ما تفعله بحياتك .
على سبيل المثال ، إذا فكرت الآن فـى
فكرة ايجابية فسوف يصدر عنها مشاعر ايجابية تدفعك للتصرف والعمل بشكل ايجابى ورائع
، والعكس صحيح اذا ما فكرت الآن فى ايذاء احدهم ، أو الإنتقام منه فسـوف تسيطر
عليك مشاعر سلبية تؤدى الى تصرف من نوعها ، محاولتك الآن لتخيل المشهدين تعنى انك
فهمت تماما مـا اهدف اليه .
إن الأفكار التى نعتقد فيها ونؤمن
بصحتها تعمل كحارس امين على العقل ، بحيث إنها لا تسمح بدخـول أفكار غـير مشابهة
لها ، أو من غير جنسها ، لذا نجد بعض الأشخاص يدركون اشياء لا نستطيع ادراكها وبعد
فهمنا لها نراها بسيطة وسهلة ونسأل وقتها كيف لم ندرك أو نتنبه لهذا الأمر من قبل
وهو بهذه البساطة ؟ إن إجابة هذا السؤال تتمثل فـى توافق ما يحملونه من أفكار مع
ما يبحثـون عنه فـى الحياة ، ومـا يرغبون فى تحقيقه بالفعل ، وأنا لا اقصد هنا
مجرد التوجه الذهنى الإيجابى أو التحفيز المؤقت .
إن ما اقصده تحديداًً المعتقدات والأفكار
المركزية التى تختفى فى العقل اللاواعى وتحرك جميع افعالنا فى الحياة ، تلك
الإعتقادات المناهضة للإبداع ، والتـى تقف امام وصولنا للإبداع الداخلى "
ذواتنا المبدعة " والتى تشبه الصخرة الموجودة بمجرى النهر لتعوق سرعة جريـان المياه وتمنع
تقدمها للأمـام ، ثم تقـوم بجـذب الصخور
الصغيرة حولها بشكل يجعل منها فـى نهاية الأمر سد منيع لا يمكن للمياه اختراقه أو
رؤية ما خلفه ، ويتحول الماء الى حالة من حالات الركود تؤدى الى تغيير لونه وفساده
، وعدم صلاحيته للإستعمال ، إن سر الفشل فى الحياة يكمن فى التعارض بين رغباتنا وأفكارنا
اننا نرغب فـى النجاح ، ولكننا نفكر فـى الفشل ، ونرغب فى مستقبل مشرق ، ولكننا
نفكر فى الم الماضى ، ونرغب فـى امتلاك المهـارات المختلفة ، ونفكر فى الراحة وعدم
التعب .
من مقدمة كتاب : الذات المبدعة للمؤلف محمد ابو الفتوح مريعز صــ 7
من مقدمة كتاب : الذات المبدعة للمؤلف محمد ابو الفتوح مريعز صــ 7
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق