إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 15 مايو 2017

لا تكن الرابع ... فتهلك

انواع الأشخاص كما هم على ارض الواقع :ــ 
ــ الشخص المبدع : هو شخص حاول وتوصل لشىء ما لم يتوصل اليه  إنسان من قبل .
ــ الشخص الناجح : هو شخص حاول وتوصل لشىء سبقه اليه غيره وقـام هو بإضافة لمسته الخاصة  .
ــ الشخص الفاشل : هو شخص حاول ولم يتوصل الى شىء ، أو توصل الى نتيجة مختلفة عن النتيجة المطلوبة بمعنى اخر انه فشل فى الوصول الى الهدف المحدد سلفاً ولكن ربما وصل الى هدف اخر لم يكن فى الحسبان وسوف يترتب عليه الكثير فى المستقبل .

ــ الشخص العادى : هو قمة القاع ، وقاع القمة ، وأفضل ما فى أسوأ شىء ، وأسوأ ما فى أفضل شىء ، هو شخص غير مميز ، وغير ذى أهمية ، ولا يحالفه النصر ولا يحسب له حساب ، هو عديم الجرأة فى إتخاذ موقف من الحياة ، يفضل العيش على الوضع الإفتراضى ، هو شخص يشغل حيز من الفراغ بلا هدف ، هو شخص يمضى حياته منتظراً مرور الوقت ، بدلاً من أن يستثمر وقته فى الحياة .
      الشخص العادى يتم نسيانه مباشرة بمجرد أن يفارق الحياة ، فالناس يتذكرون المبدعون لإسهاماتهم ، والفاشلون لمحاولاتهم ، والعاديون ننساهم فقط ، هو شخص عند موته يكتب على قبره " هنا يرقد عادى وعاديه ، وكفى " ، لذا لا تخشى الم التجربة ، ولا تخشى عدم الوصـول الى النتيجة المطلـوبة ، فقط عليك المحـاولة ، ويكفيك شـرفها .

لا تكن عادياً أو محدوداً مهما كلف الأمر 

الأربعاء، 10 مايو 2017

كيف تصبح وزيراً ؟

       جميعنا يتعرض لمشاكل ،وتحديات يومية ، وليس ذلك بجديد ، أو مهماً ، ولكن الجديد والمهم هو نظرتك تجاه ما تتعرض له من مواقف ، وإستجابتك لهذه المشاكل ، والتحديات ، فعندما يتعرض الشخص المبدع الى مشكلة ما ، أو تحدى يحاول أن ينظر اليها بشكل مختلف حتى يحصل على نتيجة محتلفة ، يقول إى ، إم ، جراى " الشخص المبدع لديه عادة القيام بالأمور التى لا يحب الآخـرون القيام بهـا ، بالرغـم من كراهيته لها ، غير أن كراهيته تنزوى خلـف قـوة أهدافـه " .
    اتذكرمـع بداية ظهـور النفط فـى دول الخليج ، إنطلق الشباب للعمل فى الشركات الأجنبية القادمة للتنقيب والبحث عن النفط ، وكان هناك ولد لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره ، كان بحاجة الى العمل نظراً لوفاة والده ، وكونه أكبر إخوانه ، والعائل الوحيد للأسرة ، فقرر الإلتحاق بإحدى هـذه الشركات فــى مهنة عامل ، وفـى يوم مـن ايام الصيف الحارة ، وخاصة حرارة الصحراء شعرالولد الصغيرــ إن جاز لنا التعبير ــ بالعطش الشديد ، فأخذ ينظر مـن حوله حتى وجد برميلاً به ماء ، فإنطلق نحوه مسرعاً لكـى يشرب ، وعندما أمسك بالكوب سمع صوتـاً يتكلم بلغة عـربية غير سليمة ، لا تشرب من هنا ، إنه خاص بالمهندسين فقط ، إنصرف الآن .

قبل أن تكمل القراءة أريد منك الإجابة على السؤال التالى :
ماذا تفعل لو كنت مكان هذا الولد وفى نفس موقفه ؟

أسمعك تقول سوف أغضب  ، حسناً وماذا بعد الغضب ؟  ما هو التصرف الصحيح فى هذا الموقف ؟ وما هى الإستجابة المناسبة ؟
       إنتبه : قد أثبتت التجارب ، والأبحاث أنك غير مسئول عن معظم الأحداث التى تحدث لك طوال اليوم ، ولكنك مسئول مسئولية تامة عن ردود أفعالك وإستجابتك تجاه هذه الأحداث .

       نعود مرة أخرى لصديقنا العامل لنعرف كيف تصرف ؟ بالفعل لقد غضب مـن هـذا الموقف حتى أنه عاد لأسرته وحكى لوالدته ما حدث معه بالضبط ، فحزنت الأم على ابنها ، ولكنها لا تملك من الأمر شىء سوى أن تهون عليه بكلمات الأم الحنون ، ولكن الموقف جعل الولد يملك إصرار غريبا على مواجهة التحدى ، وعلى النجاح مهما كان الثمن ، فقد نظر الى الموقف على أنه تحدى ، أو حاله من حالات إثبات الذات ، وإجبار الحياة على الإعتراف به ، فقرر أن يبذل جهداً مضاعفاً فى دراسته حتى حصل علـى الثانوية بمجموع درجات يؤهله للإلتحاق بكلية الهندسة ، ثم أنهى دراسته الجامعية فى كلية الهندسة بتقدير ممتاز مما شجع الجامعة على أن ترسله بعثة الى انجلترا للحصول على درجة الماجستير 

       بعد عودته من البعثة اصبح رئيساً لشركة ارآمكو ، التى كان بها عاملاً فى يوم من الأيام ، وتشاء الأقدار ذات مرة وهو جالس فى مكتبه يستأذن أحدهم فى الدخول عليه ، وعندما يؤذن له يجده المهندس الذى حرمه الماء صغيراً ، جاء الآن ليقدم له طلباً للإجازة حتى يـزور ابنائه ، ثم يعود مرة أخرى ، فبادره صديقنا العامل قائلا : هل تتذكرنى ؟  فأجاب المهندس بالنفى ، فحكى له العامل ما حدث منه قديماً ، فإعتذر المهندس على الفور ، فقال له : لا تعتذر ، وإنما يجب على أن اشكرك ، فلولا ما حدث ما كنت انا هنا الآن ، فأنت من خلق التحدى بداخلى ، وكلما وهنت عزيمتى اتذكر ذلك الموقف فأنشط من جديد ، وأجد بداخلى طاقة لا اعرف لها مصدراً غير هذا الموقف ، ثم وقع له طلب الإجازة ، ومنحه مكافأة من ماله الخاص ، ولم يتوقف الأمر بصديقنا العامل عند رئاسة الشركة ، بل اصبح فى عام 1995 م ، وزيراً للنفط السعودى ، ثم وزيراً للصحة ، بقى شىء أخير يجب أن تعرفه ، وهو أن بطل هذه القصة الحقيقية هو #الدكتور_على_النعيمى وزير النفط السعودى .

       أعتقد أن هـذه القصة تعطيك شيئاً واضحاً عن طريقة تفكير المبدعين ، وعن نظرتهم للمواقف العادية ، وكيف يوظفونها لصالحهم ، لقد إستطاع الولد الصغير جعل الموقف وقوداً له يعود اليه كلما نضبت عنده الطاقة ، أو كلما شعر أنه بحاجه الى تحفيز ، لم يهرب الى النوم ، أو تعاطى المخدرات ، أو يسير فى طريق الإنحراف ، وفى هذا الصدد تقول فرجينيا ساتير " الحياة ليست كما يفترض أن تكون ، إنها كما هى عليه ، ولكن ما يصنع الفارق هو الطريقة التى ننظر بها للحياة " ، عندما نغير نظرتنا للموقف يتغير الموقف ، وتتغير معه النتائج كلها .


دمت مبدعاً،،،دمت قادراً على التحدى 


السبت، 6 مايو 2017

خطاب من والد آينشتاين الى أستاذه

       عانى آينشتاين فى بداية حياته من البطالة وقلة العمل فترة طويلة حتى أنه كتب الى صديقه مارسيل جروسمان " لـم أتـرك حجراً إلا قلبته ، ولم أتخل عن روح المرح ، فقد خلق الله الحمار ، وأعطاه القدرة علـى التحمل " .
       ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد كان والد آينشتاين يشارك إبنه معاناته بصمت ، وحـاول مساعدته بطـريقة رقيقة للغاية ، فقام دون علم ابنه بخطـوة غير عـادية ، ومحرجة ، دفعته اليها عاطفته ، فكتب محاولاً إقناع اوستفالد الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء لمساعدة ابنه فى الحصول على عمل او واليك نص الخطاب كما جاء ذكره فى السيرة الذاتية لالبرت آينشتاين للكاتب والتر ايزاكسون :
       أرجـو أن تصفح عن أب بلغت به الجـرأة أن يستنجد بك أيها الأسـتاذ المحترم لمصلحة ابنه ،  البرت فى الثانية والعشرين ، وقد درس اربع سنوات فى المعهد الفنى بزيورخ ، وإجتاز الإمتحان الصيف الماضى بنجاح كبير ، وظل منذ ذلك الحين يحاول دون جـدوى الحصول علـى وظيفة معيد ، التى ستمكنه من مواصلة تعليمه فى الفيزياء ، وكل من يحكمون عليه يمجدون مواهبه ، وأؤكد لك أنه فى غاية الجد ، والإجتهاد ، ويتعلق بعلمه بشغف كبير ، وهـو بذلك يشعر بتعاسة بـالغة لكـونه بـلا عـمـل حـالياً ، ويقتنع شيئا فشيئا أنـه قـد ضل الطريق فـى حياته العملية ، وتثقل كاهله ــ فضلا عن ذلك ــ فكرة أنه عبء علينا ، ونحن أناس متوسطو الحال ، وحيث انك الشخص الذى يبدو أن إبنى معجب به ، ويقدره اكثر مـن أى عالـم آخـر فى الفيزياء ، فقد اعطيت نفسى حرية اللجوء اليك بطلبى المتواضع ان تقرأ بحثه ، وأن تكتب له ــ إن امكن ــ بضع كلمات تشجيعية حتى يستعيد مرحه وحبه للحياة ، والعمل ، وإن استطعت بالإضافة الى ذلك أن تمنحه وظيفة معيد فـإن امتنانى لـك سيكـون بلا حدود ، أرجو أن تغفر لى وقاحتى بالكتابة اليك ، ولا يعرف إبنى شيئاً عن خطوتى غير المعتادة " ولم يرد اوستفالد ايضاً .

        وبعد محاولات عـدة استطاع فى النهاية الحصول على وظيفة فى مكتب براءات الإختراع ككاتب ، ولم تنتهى التحديات ، والعقبات عند هذا الحد ، بل استمرت الى اخر يوم فى حياته ، فقد كتب آينشتاين إحدى المعادلات الرياضية وهو فى سيارة الإسعاف التى كانت تنقله الى المستشفى التى توفى بها ، وما بين التخرج من المعهد الفنى وبين الوفاة سلسلة غير منتهية من المواقـف المتكررة تؤكد كلها أن العبقرية ليست طريقاً ممهداً .من كتاب #الذات_المبدعة_صــ83 .

العبقرية ليست طريقاً ممهداً ،، فلا تقلق إن طالت الرحلة 
 أو اختفى النور واصبح كل ما حولك مظلماً 
دمت مبدعاً ،،، دمت بخير 

الجمعة، 5 مايو 2017

فن صناعة الإبداع

         خلال ثلاثينات القرن الماضى وتحديداً 1939م ، أعلن إثنان من علماء الفيزيـاء عن شـىء أطلقوا عليه  " الموضع المنهار تماماً بفعل الجاذبية " فتثاءب الحضور مللاًً مـن هذا ، وبعد مرور اربعين عاماً كان أحد المحاضرين يتحدث عن هذا الشىء ، وطلب من الحضور إسماً جديداً بعدما وضح لهم الأمر ، فقال أحدهم : من الممكن أن نطلـق عليه " الثقب الأسود " ، ومنذ ذلك الوقت إنتشر الإسـم بشكل سريع ، وفعال ، حتى أصبح جزء من لغتنا اليومية العادية ، وأعتقد أنك سمعت هذا الإسم من قبل عزيزى القارىء.
           أذكر ذات مرة ، وأثناء تصفحى لحسابى الشخصى على الفيس بوك ، جائنى طلب صداقة ، فقمت بمراجعة صفحة طالب الصداقة ووجدت أنه مخترع ، فقبلت الطلب ، وبعدها بلحظات معدودة وصلتنى رسالة على الخاص تحـوى مقالة طويلة جداً ، ولم أكن أملك الوقت لقرائتها فالقيت التحية واتبعتها بسؤال عن فحوى المقالة ، فأجاب بعد التحيه إنه مخترع ، وهذه المقالة تحوى كل مخترعاتة ،  ومبتكراته ، فأثنيت على ذلك ، ثم سألته عن اكبر إختراع لديه ، فقال جهاز إنذار ، فسألته : هل هـو معروف فى السوق ؟ فأجاب بالنفى ، وسبب ذلك أن بعض رجال الأعمال المنتفعين بالوضع الحالى ، وغير الراغبين فى الإستثمار فى اى شىء جديد ، كذلك الدولة لا تهتم بالإختراع والمخترعين ....الى أخره مـن الأسباب المتهالكة ، والمهترئة مـن كـثرة الإستعمال .
         فبادرته بالقول صديقى الرائع كفاك تذمر من الأوضـاع ، ورجـال الأعمال ، فأنا أعرف ما تقوله ، وسمعته كثيراً قبل ذلك ، ولكن أريد لفت إنتباهك لشىء مهم جدا ، وهو أن إختراعك لم يلفت انتباهى ، ولم اشعر أننى كمواطن بحاجه اليه ، أو أشعر اننى امـام شىء مميز ، ولكنه جهاز انذار ، إنه مجرد جهاز إنذار ، إسم تكرر كثيراً ، وسمعناه كثيراً ، إن مجال أجهزة الإنـذار اصبـح قديماً ، وكل يوم فيه تطوير ( بالنسبة لك عزيزى القارىء ، هـل اثار الإسم ، أو الإختراع انتباهك ؟ اذا كانت الإجابة بالنفـى فقد علمت الآن ما انوى ان احدثك عنه ) فى شىء ، فإذا كان جهازك مختلف عما هو موجود بالفعل ، فعليك بإختيار  اسم جديد ، ومختلف لإختراع ترى أنه جديد ، ومختلف ، اسم يناسب إختراعك .   
      ثـم تابعت حديثى معه قائـلاً : علــى سبيـل المثال ، لقد حصـل الدكتور زويـل علـى جـائزة نـوبل بسبب الفمتوثانية ، وهـى فـى الأساس وحدة قياس زمنية ، مثلها مثل الدقيقة ، والساعة ، والثانية ، ولكن أعطاها اسماً مميزاً لدرجة أن إسمها طغى على اسم المعهد الـذى إخترعت فيه ، فقد توصل اليها الدكتور زويل فـى معهد كاليفورنيا ، وبعد ظهور الفمتو ثانية اصبح اسم المعهد أرض الفمتو ، فقد بنى عليها علوم جديدة مثل علوم الفمتو كيمياء ، والفيمتو فيزياء ، وغيرها الكثير ، لذلك إذا اعتقدت إنك توصلت لشىء مميز فلا تبخل عليه بإسم مميز
        إن أفضل من عرف قيمة الأسماء ، وأهميتها العاملـون فـى مجال الفن ، والدعاية ، والإعلان ، فمن النادر أن تجد فناناً ، أوممثل يتعامل بإسمه الحقيقى ، ولكن نجـده يختار إسماً يناسب الوسـط الذى ينتمى اليه ، والأعمال التى يقدمها ، هل معنى هـذا أنه لم يكن يملك إسماً قبل التحاقـه بعالم الفن ؟ بالطبع لا ، ولكن هو بحاجة لإسـم يلائم شخصيته الجديدة ، ومهنته التى يمتهنها ، كذلك فإن إختراعك ، إبتكارك ، تميزك ، كلها بحاجة لإسم يناسبه ، ويتميز بـه عـن باقـى الأسماء الموجودة .
        إن للإسـم الــذى تمنحه للإبتكار قيمة عظيمة فـى عالم الأعمال ، وأنا هنا لا اقصد بكلمة " الإبتكار"  الأشياء المادية ، ولكن الهدف منها شامل لكل شىء تعتقد أنه مميز ، أو مبتكر سواء كان منتج ، أو خدمة ، أو طريقة ، أو عرض   تقديمى ، أو مؤتمر ، أو ورقة بحثية ، فأنت  الوحيد القادر علـى تحديد أن مـا تقوم به مميز ومبتكر أم لا ؟ وهناك حالات كثيرة إنتهـى فيها المنتج مـن الأسـواق ولم يعد له وجود ، ولكن ظل الإسم مـن الموروثات الثقافية ، والحضارية للشعوب ، وإرتبط فـى أذهـان معاصروه بأشياء أخـرى ، إن الإسـم العظيم قـادر على خلـق روابـط ذهنية ( بصــريـة ، سمـعيـة ، حسيـة ) ، لا يـمكن نسيانهـا ، وكلما تقـدم بــه الـزمـن كـلـمـا إزدادت قيمته .
       واخيراً اجدنى فى قمة الشفقة على هؤلاء الذين يسعون للتميز بناءاً على اعمال الغير وكلمات الغير ومقولات الغير وينسبونها لانفسهم وذلك لأن عمرهم  الحقيقى قصير جدا اذا اردت النجاح فلا تفرح بالمكسب السريع المبنى على اعمال الغير ولكن عليك بالبحث والصبر والمثابرة والتعب وبذل الجهد واعلم ان البئر كلما كانت اعمق كانت انقى واصفى فلا تنسب لنفسك مجهود غيرك ولا تكابر واعلم ان الجميع يعلم حقيقتك .


دمتم مبدعين ،،، دمتم حقيقين ،،، دمتم بخير