إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 10 مايو 2017

كيف تصبح وزيراً ؟

       جميعنا يتعرض لمشاكل ،وتحديات يومية ، وليس ذلك بجديد ، أو مهماً ، ولكن الجديد والمهم هو نظرتك تجاه ما تتعرض له من مواقف ، وإستجابتك لهذه المشاكل ، والتحديات ، فعندما يتعرض الشخص المبدع الى مشكلة ما ، أو تحدى يحاول أن ينظر اليها بشكل مختلف حتى يحصل على نتيجة محتلفة ، يقول إى ، إم ، جراى " الشخص المبدع لديه عادة القيام بالأمور التى لا يحب الآخـرون القيام بهـا ، بالرغـم من كراهيته لها ، غير أن كراهيته تنزوى خلـف قـوة أهدافـه " .
    اتذكرمـع بداية ظهـور النفط فـى دول الخليج ، إنطلق الشباب للعمل فى الشركات الأجنبية القادمة للتنقيب والبحث عن النفط ، وكان هناك ولد لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره ، كان بحاجة الى العمل نظراً لوفاة والده ، وكونه أكبر إخوانه ، والعائل الوحيد للأسرة ، فقرر الإلتحاق بإحدى هـذه الشركات فــى مهنة عامل ، وفـى يوم مـن ايام الصيف الحارة ، وخاصة حرارة الصحراء شعرالولد الصغيرــ إن جاز لنا التعبير ــ بالعطش الشديد ، فأخذ ينظر مـن حوله حتى وجد برميلاً به ماء ، فإنطلق نحوه مسرعاً لكـى يشرب ، وعندما أمسك بالكوب سمع صوتـاً يتكلم بلغة عـربية غير سليمة ، لا تشرب من هنا ، إنه خاص بالمهندسين فقط ، إنصرف الآن .

قبل أن تكمل القراءة أريد منك الإجابة على السؤال التالى :
ماذا تفعل لو كنت مكان هذا الولد وفى نفس موقفه ؟

أسمعك تقول سوف أغضب  ، حسناً وماذا بعد الغضب ؟  ما هو التصرف الصحيح فى هذا الموقف ؟ وما هى الإستجابة المناسبة ؟
       إنتبه : قد أثبتت التجارب ، والأبحاث أنك غير مسئول عن معظم الأحداث التى تحدث لك طوال اليوم ، ولكنك مسئول مسئولية تامة عن ردود أفعالك وإستجابتك تجاه هذه الأحداث .

       نعود مرة أخرى لصديقنا العامل لنعرف كيف تصرف ؟ بالفعل لقد غضب مـن هـذا الموقف حتى أنه عاد لأسرته وحكى لوالدته ما حدث معه بالضبط ، فحزنت الأم على ابنها ، ولكنها لا تملك من الأمر شىء سوى أن تهون عليه بكلمات الأم الحنون ، ولكن الموقف جعل الولد يملك إصرار غريبا على مواجهة التحدى ، وعلى النجاح مهما كان الثمن ، فقد نظر الى الموقف على أنه تحدى ، أو حاله من حالات إثبات الذات ، وإجبار الحياة على الإعتراف به ، فقرر أن يبذل جهداً مضاعفاً فى دراسته حتى حصل علـى الثانوية بمجموع درجات يؤهله للإلتحاق بكلية الهندسة ، ثم أنهى دراسته الجامعية فى كلية الهندسة بتقدير ممتاز مما شجع الجامعة على أن ترسله بعثة الى انجلترا للحصول على درجة الماجستير 

       بعد عودته من البعثة اصبح رئيساً لشركة ارآمكو ، التى كان بها عاملاً فى يوم من الأيام ، وتشاء الأقدار ذات مرة وهو جالس فى مكتبه يستأذن أحدهم فى الدخول عليه ، وعندما يؤذن له يجده المهندس الذى حرمه الماء صغيراً ، جاء الآن ليقدم له طلباً للإجازة حتى يـزور ابنائه ، ثم يعود مرة أخرى ، فبادره صديقنا العامل قائلا : هل تتذكرنى ؟  فأجاب المهندس بالنفى ، فحكى له العامل ما حدث منه قديماً ، فإعتذر المهندس على الفور ، فقال له : لا تعتذر ، وإنما يجب على أن اشكرك ، فلولا ما حدث ما كنت انا هنا الآن ، فأنت من خلق التحدى بداخلى ، وكلما وهنت عزيمتى اتذكر ذلك الموقف فأنشط من جديد ، وأجد بداخلى طاقة لا اعرف لها مصدراً غير هذا الموقف ، ثم وقع له طلب الإجازة ، ومنحه مكافأة من ماله الخاص ، ولم يتوقف الأمر بصديقنا العامل عند رئاسة الشركة ، بل اصبح فى عام 1995 م ، وزيراً للنفط السعودى ، ثم وزيراً للصحة ، بقى شىء أخير يجب أن تعرفه ، وهو أن بطل هذه القصة الحقيقية هو #الدكتور_على_النعيمى وزير النفط السعودى .

       أعتقد أن هـذه القصة تعطيك شيئاً واضحاً عن طريقة تفكير المبدعين ، وعن نظرتهم للمواقف العادية ، وكيف يوظفونها لصالحهم ، لقد إستطاع الولد الصغير جعل الموقف وقوداً له يعود اليه كلما نضبت عنده الطاقة ، أو كلما شعر أنه بحاجه الى تحفيز ، لم يهرب الى النوم ، أو تعاطى المخدرات ، أو يسير فى طريق الإنحراف ، وفى هذا الصدد تقول فرجينيا ساتير " الحياة ليست كما يفترض أن تكون ، إنها كما هى عليه ، ولكن ما يصنع الفارق هو الطريقة التى ننظر بها للحياة " ، عندما نغير نظرتنا للموقف يتغير الموقف ، وتتغير معه النتائج كلها .


دمت مبدعاً،،،دمت قادراً على التحدى 


هناك 6 تعليقات:

  1. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى

    ردحذف
  2. موضوع أكثر من رائع التحدى عنوان النجاح

    ردحذف
  3. بصراحة موضوع رائع جدا

    ردحذف