إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 6 مايو 2017

خطاب من والد آينشتاين الى أستاذه

       عانى آينشتاين فى بداية حياته من البطالة وقلة العمل فترة طويلة حتى أنه كتب الى صديقه مارسيل جروسمان " لـم أتـرك حجراً إلا قلبته ، ولم أتخل عن روح المرح ، فقد خلق الله الحمار ، وأعطاه القدرة علـى التحمل " .
       ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد كان والد آينشتاين يشارك إبنه معاناته بصمت ، وحـاول مساعدته بطـريقة رقيقة للغاية ، فقام دون علم ابنه بخطـوة غير عـادية ، ومحرجة ، دفعته اليها عاطفته ، فكتب محاولاً إقناع اوستفالد الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء لمساعدة ابنه فى الحصول على عمل او واليك نص الخطاب كما جاء ذكره فى السيرة الذاتية لالبرت آينشتاين للكاتب والتر ايزاكسون :
       أرجـو أن تصفح عن أب بلغت به الجـرأة أن يستنجد بك أيها الأسـتاذ المحترم لمصلحة ابنه ،  البرت فى الثانية والعشرين ، وقد درس اربع سنوات فى المعهد الفنى بزيورخ ، وإجتاز الإمتحان الصيف الماضى بنجاح كبير ، وظل منذ ذلك الحين يحاول دون جـدوى الحصول علـى وظيفة معيد ، التى ستمكنه من مواصلة تعليمه فى الفيزياء ، وكل من يحكمون عليه يمجدون مواهبه ، وأؤكد لك أنه فى غاية الجد ، والإجتهاد ، ويتعلق بعلمه بشغف كبير ، وهـو بذلك يشعر بتعاسة بـالغة لكـونه بـلا عـمـل حـالياً ، ويقتنع شيئا فشيئا أنـه قـد ضل الطريق فـى حياته العملية ، وتثقل كاهله ــ فضلا عن ذلك ــ فكرة أنه عبء علينا ، ونحن أناس متوسطو الحال ، وحيث انك الشخص الذى يبدو أن إبنى معجب به ، ويقدره اكثر مـن أى عالـم آخـر فى الفيزياء ، فقد اعطيت نفسى حرية اللجوء اليك بطلبى المتواضع ان تقرأ بحثه ، وأن تكتب له ــ إن امكن ــ بضع كلمات تشجيعية حتى يستعيد مرحه وحبه للحياة ، والعمل ، وإن استطعت بالإضافة الى ذلك أن تمنحه وظيفة معيد فـإن امتنانى لـك سيكـون بلا حدود ، أرجو أن تغفر لى وقاحتى بالكتابة اليك ، ولا يعرف إبنى شيئاً عن خطوتى غير المعتادة " ولم يرد اوستفالد ايضاً .

        وبعد محاولات عـدة استطاع فى النهاية الحصول على وظيفة فى مكتب براءات الإختراع ككاتب ، ولم تنتهى التحديات ، والعقبات عند هذا الحد ، بل استمرت الى اخر يوم فى حياته ، فقد كتب آينشتاين إحدى المعادلات الرياضية وهو فى سيارة الإسعاف التى كانت تنقله الى المستشفى التى توفى بها ، وما بين التخرج من المعهد الفنى وبين الوفاة سلسلة غير منتهية من المواقـف المتكررة تؤكد كلها أن العبقرية ليست طريقاً ممهداً .من كتاب #الذات_المبدعة_صــ83 .

العبقرية ليست طريقاً ممهداً ،، فلا تقلق إن طالت الرحلة 
 أو اختفى النور واصبح كل ما حولك مظلماً 
دمت مبدعاً ،،، دمت بخير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق